السبت، 14 مارس 2015

المجال الطبيعي لواحة أقا (الجزء الثاني : المناخ والتربة)


بحكم موقع أقا الجغرافي أي منطقة شبه صحراوية تتسم هذه المنطقة بمناخ صحراوي، حار وجاف صيفا وبارد شتاءا مع تساقطات ضعيفة وغير منتظمة وبالتالي فإن المنطقة تتعرض لمناخ صعب وذلك لعدة عوامل، ولعل أهمها وقوف جبال الأطلس الصغير كحاجز أمام توغل الكتل الهوائية الباردة، ثم انفتاح المنطقة بشكل كبير على مؤثرات الصحراء الكبرى الجافة وبعد المنطقة عن البحر، ووجودها في النطاق الصحراوي الذي يتأثر بهبوب  رياح حارة وجافة، (مصدرها الكتل الهوائية المدارية القارية ) التي تعرف برياح الشركي.


      يبقى متوسط الحرارة مرتفعا
تعرف المنطقة اختلافات وتفاوتات كبيرة في درجات الحرارة، فتتراوح الحرارة الدني ما بين  6°cو14°c أما الحرارة القصوى فتتراوح ما بين 40°c  و 47°c ويعتبر شهري يوليوز و غشت الأكثر حرارة وفي مقابلها شهري دجنبر و يناير اللذان  تنخفض فيهما درجة الحرارة.
المبيان  : متوسط الحرارة بأقا سنة 2009

المصدر : المديرية الاقليمية للفلاحة  بإقليم طاطا

‌-          بالرغم من أهمية التساقطات تبقى ضعيفة ونادرة
تتميز التساقطات في هذا المجال بالشح والندرة، فهي لا تتعدى 100 ملمتر سنويا فأعلى متوسط التساقطات سجل ما بين سنتي (1937-1990) حوالي 89.5 ملم. في نونبر 1944، أعلى معدل التساقطات ما بين (1984-2009) بلغ 14.92 ملم سنة 1988، يبلغ متوسط التساقطات 60 ملم[1]، وفي سنة 1995 عرفت المنطقة فيضانات أدت بالموارد البشرية والبنيات التحتية إلى الهلاك وخلفت خسائر جمة، في الإنتاج الزراعي والفلاحة عموما، وقد سجل كمعدل شهري خلال شهر مارس 115 ملم.
المبيان رقم 2: متوسط التساقطات بواحة أقا.
المصدر : المديرية الاقليمية للفلاحة  باقليم طاطا



‌-   تؤثر الرياح على المحصول الزراعي
تتمثل في رياح الشركي المصحوبة بحرارة مرتفعة، محملة بالغبار صيفا وتهب من الجنوب والجنوب الشرقي على شكل رياح عاصفية محملة بالرمال، قد تدوم 20 يوما دون توقف بسرعة تصل إلى 25 كلم/س ويمكن أن تصل إلى 50 كلم/س وتتميز رياح الشركي بقوة النحت وتأثيرها السلبي على الغطاء النباتي والفرشة المائية، بل تؤدي إلى طمر بعض الآبار والخطارات والسواقي بالحصى والرمال، وكذا تأثيرها السلبي في تحريك التكوينات الرملية والطينية، وتهب على الخصوص من شهر ماي إلى أكتوبر.

    تربة غنية ومتنوعة
تعتبر التربة من أهم العناصر التي تتوقف عليها الزراعة وهي '' تكوين طبيعي للسطح ذو بنية سهلة التفتت، سماكته متغيرة، ناتج عن تحول الصخرة الأم الموجودة تحته تحت تأثير عوامل طبيعية، كيميائية وبيـولوجية مختلفة تتكون من عنـاصر معدنية وعضوية''[2]. فالتربة تختلف وتتنوع، فمثلا في أقا نجد ثلاث أنواع من التربات تتميز بضعفها وفقرها نضرا للعوامل المناخية القاسية والتدخلات البشرية والاجتثاث:
-         تربة معدنية خامة: توجد على طول الأودية وتتمثل بنسبة 13%
-         تربة قليلة التطور: مكونة من بعض المعادن والغرين (الطين)، الغرين الدقيق 70%
-         تربة ملحية: تمثل 11%

ونجد بأن التربة الغرينية الطينية هي الأكثر استعمالا في المجال الزراعي وهي تتركز شمال مركز أقا بين واد كورجين وواد أقا، وفي جنوب المركز نجد تربة تغطيها رمال وحصى (الرك).



[1]Monographie des zones de projet dans le cadre de MCA
[2] ''معجم المصطلحات الجغرافية ''  بيار جورج , ترجمة , د . حمد الطفيلي ,مراجعة : هيثم اللمع . الصفحة 166.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق