الأربعاء، 22 يناير 2020

الأراضي البورية بواحة أقا



تعتبر أراضي الزراعة البورية من أهم ما تعتمد عليه ساكنة الواحة في القطاع الفلاحي، إذ توفر منتوجات ذات جودة عالية، وتشكل أيضا تشكل نشاطا اقتصاديا مدرا للأرباح، فأغلب هذه الأراضي تمتد على ضفاف واد درعة بشكل كبير، و تبلغ مساحة أراضي البور بإقليم طاطا عموما43.700 هكتار، حسب المعطيات المتوفرة لدى المديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار ألفلاحي بورزازات، فهناك عدة مناطق بورية تخص منطقة أقا :
أ‌.       واد درعة "المعدر":
 عبارة عن سهل فيضي شاسع يمتد على طول ضفاف واد درعة، تستغله وتستفيد منه ساكنة الإقليم عامة، وترتكز أكثر على زراعة الحبوب إلى جانب الذرة وعباد الشمس.
ويمكن تقسيم أراضي "المعدر" إلى أراضي الجماعة وأراضي الخواص، حيث أن يوجد من الملاك من يملك ما بين 5 إلى 30 هكتار و أكثر في السنوات الأخيرة، ففي سنة 2009 اشتد التنافس بين المستثمرين المحليين و أيضا السوسيين حول الأراضي نظرا لخصبتها.
وتتميز حبوب ومنتوجات هذه الأراضي بالجودة العالية، فمباشرة بعد نهاية موسم الدرس بهذه الأراضي في فترات سقوط الامطار، تحل بالمنطقة مجموعة من الشاحنات والسماسرة لشراء الحبوب في عين المكان لبيعها في المدن الداخلية كأكادير و كلميم.....
ب‌.  الفوسي:
تتواجد أراضي الفوسي بالقرب من قدم جبل باني، على الأراضي الواقعة بين أقا وإكضي، بجانب الطريق الوطنية رقم 12، فهذه الأراضي لا يمكن مقارنتها بأرضي المعدر سواءا من حيث المساحة أو من حيث جودة المنتوجات، ومن أهم مزروعاتها، الحبوب والذرة والشعير، ويتم سقيها عن طريق السد التحويلي المتواجد بمدشر تكاديرت والذي يقوم بتحويل مياه واد أقا نحو الفوسي من أجل ضمان سقيه، فأغلب أراضي الفوسي هي تصنف ضمن أراضي الجموع ، و تقسم حسب القبائل، إذ لكل قبيلة  أراضي خاصة بها ومحددة بواسطة علامات تسمى محليا ب(إوتا)، وكل قبيلة تقسم أراضيها على عدد الأسر (كانون).
ج . أزغار:
تبعد عن أقا المركز بحوالي 14 كلم،وتستغل كباقي الأراضي البورية، لكن الساكنة تراجعت عن استغلالها بسبب تراجع مردوديتها واتجهت إلى المعدر لكن هناك بعض القبائل التي مازالت تستغل أراضيها(خاصة المتواجدة بأكادير اوزرو و الكناتة...)، علما بأن هذه الأراضي شأنها شأن أراضي الفوسي يتم تقسيمها على القبائل حسب العرف السائد.

الثلاثاء، 21 يناير 2020

تقاليد وعادات ساكنة واحة أقا خلال الأعياد


تتميز الأعياد الدينية بأقا بالتقاليد والعادات والأعراف التي تقام وتمر فيها .
  • عيد الأضحى: 
يصادف العاشر من ذي الحجة، وتكون 3 أيام الأولى هي الأساسية وتكون عبر مراحل، ففي اليوم الأول صباحا يذهب الرجال إلى المصلى مع السابعة صباحا لصلاة العيد، هذا المصلى يكون له مكان خاص يمكن أن يكون وسط أو خارج المدشر كما في الصورة أعلاه ، مرددين أمداح وأدعية في طريقهم إلى "المصلى"
"سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله، الله أكبر والله أكبر ولله الحمد على ما هدانا، اللهم اجعلنا من الشاكرين".
"اللهم اغفر لنا ظلمنا يا واسع المغفرة، واغفر لنا ظلمنا بحرمة المصطفى"
بعد نهاية صلاة العيد يرجع المصلون أدراجهم مع تردد الأدعية حتى وصولهم إلى المسجد.
"نضالباك آربي ايتاريت             اتاودوين غتيلاس نوكال"
"نضالباك آربي الجنات الفردوسي         سيدي الرسول أمولانا"
مباشرة بعد وصول المسجد تستمرالأدعية بينما يقوم اثنين من بذبح أضحية الإمام وبعدها يتوجه كل منهم إلى منزله ويذبحون أضحيتهم وغالبا ما لا يكون الذبح فرديا (أي أن كل أسرة لا تذبح أضحيتها لوحدها) بل يكون ذلك بالتناوب والتشارك بين الأسر التي تجمعها في الغالب عائلة واحدة، ويكون غذاء يوم العيد غالبا "بالتقلية"إِلَوَانْ" مع الخبز المحلي، ويقوم الناس في مساء اليوم الأول بزيارة الأقرباء والجيران والأصدقاء، في اليوم الثاني تجتمع مرة أخرى الأسر لتقطيع اللحم (التشطير) بينما في المساء تستمر الزيارات وفي الليل تجتمع بعض العائلات على مأدبة العشاء، أما في اليوم الثالث فيخصص غالبا لزيارة الأقرباء بالمداشر الأخرى.
  • عيد الفطر: 
يكون بعد شهر رمضان في الفاتح من شوال لكن يتم الاستعداد له قبل هذا اليوم (العشر الأواخر من رمضان) حيث يتم إلقاء دروس دينية وتفسيرات السيرة النبوية وقراءة القرآن بالمساجد (بطريقة تشبه السلكة). وفي 27 من رمضان (ليلة القدر) ترسل الأسر الكسكس في ليلة هذا اليوم الذي يكون فيه القيام بالمساجد حتى الفجر (موعد الصحور)، وقبل العيد تصدق الأسر وتزكي على كل أفرادها ويأخذها الزكاة الفقراء والمساكين وهي ما يسمى (بأنفطر) ، وفي صبيحة العيد بعد الفجر يتم تلاوة القرآن، وبعض الأمداح والقصائد الدينية (الهمزية، البردة…) (ثم يفطرون الفطور الأول بعد انقضاء الشهر الأعظم) وفي السابعة صباحا يتوجهون للصلاة بالمصلى ثم بعدها يقوم بالزيارات وصلة الرحم.
  •  "عيد"المولد النبوي الشريف :
تخليدا لذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام يتم إحياء هذا اليوم من كل سنة، وقبله يتم شراء العسل  ويوضع في إناء من الزجاج في الصباح الباكر وكل فرد من الأسرة يضع فيه أصبعه الأصغر (الخنصر) ويرد "أَسْلاَلْ نْتَامَنْتْ أَرَسُولُ الله" ثلاث مرات قبل أن يضعها في فمه.ويتوجه الرجال والأطفال إلى المسجد،و يقومون بمدح الرسول عليه الصلاة والسلام، بعد الانتهاء منه يأكلون ما يسمى بـ " لْمْعْرُوفْ" وفي النهاية الدعاء.

الأحد، 19 يناير 2020

تعتبر العيون أهم مصــــادر مياه السقي بواحة أقا

تستفيد واحة أقا من تعدد مصادر تزويدها بالمياه، فقد لعبت العيون دورا محوريا في ذلك، والاستفادة من مياه واد أقا و واد كورجين أثناء فترات الفيض،إلا أن هذين المصدرين لا يلبيان كل حاجيات الواحة من المياه، فاضطرت الساكنة إلى اللجوء إلى حفر الآبار في مناطق مختلفة من أنحاء الواحة.
v   العيـــــــــون :
إن نشأة أي واحة يرتبط في غالب الأحيان بظهور عين أو عدة عيون في تلك المنطقة، وتطورها مرتبط بها،وبانعدام هاته العيون لا يمكننا أن نتصور وجود مناطق خضراء وسط الصحاري القاحلة، وذلك لضعف أو انعدام التساقطات، وارتفاع درجات الحرارة خاصة خلال فصل الصيف، وواحة أقــــا تعتبر نموذجا حيا لهذه الأجزاء الخضراء، حيث يتم تغذية الفرشة المائية للواحة انطلاقا من عالية الواحة بفم عمارة، نظرا لطبقاتها الجيولوجية المشكلة أساسا من الكلس النافذ والمتوضع في الرباعي، خصوصا في "الفايجة الفوكانية"،وهذه الفرشة المشكلة والمنطلقة من العالية، "تقطع جبل باني عبرالأفمام، إلى أن تلتقي بفم أقا في الأخير، حيث يرتفع مستواها إلى حدود الظهور (الكلتات و المنابع)، بواسطة الانحصار أثناء المرور عبر باني، وبواسطة المدخل الباطني المحتمل الوجود بالكوارتزيت"[1]، وعند أواسط الواحة تلتقي فرشة واد أقا بفرشة واد كورجين التي لا تصل إلى أهمية الأولى.
تتواجد حاليا بالواحة عشرة منابع للعيون،ثمانية منها لا زالت جارية وهي "بووشن"، "إيمازيغن"، "أمغار "، "تركا لقصر"،"تشوت"،"تحافيت "،" تكديرت"، "زري "، عكس "عين تحريت" ( التي تعرف تدبدبا في صبيبها ، غالبا ما تكون منقطعة ) و"عين لجديد" التي نضبت بفعل ندرة التساقطات والجفاف، وما يميز هذين المنبعين أنهما يحدان باقي العيون من العالية والسافلة، أغلب هذه العيون تنبع من منطقة "أموند"، ما عدا البعض منها التي تنبع من مناطق بعيدة "تاركانت"، وتستفيد من هذه العيون جل مداشر الواحة، ونجد بعض المنابع مخصصة فقط لبعض الدواوير،في حين قد تشترك مجموعة من المداشر في عين واحدة، حسب مكان مرور المياه الآتية منها، والحالة الوحيدة التي لا تستفيد من هذه العيون، هي مدشر الزاوية،لتواجدها في عالية فم أقا الذي تخرج به هذه العيون إلى السطح، وبالتالي يضطر السكان إلى الاعتماد على الآبار.
الجدول رقم 11 :  تتبع صبيب العيون منذ سنة 1939 حتى 2009 (ل_ث)

1939
1941
1947
1949
1955
1992
1993
2009
الجديد
1.3
-
-
-
53
-
0
0
بووشن
11.5
11.1
14.7
26
95
37
39
28
زري
1
0.57
2.3
5.2
21
-
-
12
ترك القصر
6.7
8
12.5
10
59
29
30
21
تحافيت
4.9
2.7
3
4.2
13
-
-
25
أمغار
29.3
24
18.6
38.6
-
-
-
43
ايمازيغن
21.3
22.5
37
20.7
61
-
-
71
تكاديرت
2.6
3
4
-
25
-
-
6
تحيريت
-
-
-
-
-
-
-
1
تشوت
4.6
3.1
6.4
-
36
-
-
8

المصدر: المديرية الإقليمية للفلاحة بطاطا
من خلال الجدول، يظهر أن أقوى صبيب في هذه العيون يعود لعين ايمازيغن، الذي وصل في سنة 2009 إلى 71 (ل_ث)، يليه  عين أمغار ب 43 (ل_ث)، في حين يبقى صبيب باقي العيون متوسط إلى ضعيف .
v   الآبـــــــار:

عدم  قدرة العين على تلبية الحاجيات المتزايدة للواحة من المياه، خاصة بعد تراجع  منسوب مياه العين إلى أكثر من النصف، بسبب توالي سنوات الجفاف، و كذا شساعة المنطقة المراد سقيها و رغبة الإنسان الأقاوي في ضم مناطق جديدة إلى نفوذ الواحة، و بتضافر  كل هذه  الأسباب جعلت حفر الآبار الحل الوحيد لتجاوز هذا الخصاص  المائي، و بالفعل لجأت الساكنة إلى ذلك حيث قامت بإنشاء عدة منها، و بناء صهاريج خاصة بها، وإتخاد مبادرات فردية في  تشييد عدد كبير من الآبار، هذه  الآبار توجد  على طول  امتداد الواحة وبالأساس في المناطق  التي لا تستفيد  أو نضبت فيها مياه العين، ونخص بالذكر هنا مدشر أم العلق ومدشر الزاوية.
الصورة رقم  22: نموذج استخراج الماء من الآبار
المصدر: تصوير شخصي 2012
v    مياه الفيض
 بالإضافة إلى المصدرين الأولين ( مياه العين و مياه الآبار)، تستفيد واحة  أقا من مياه  واد أقا و واد كورجين المحاذيان لها، حيث فكر الإنسان الأقاوي في  استغلال  جزء من مياه الوادين  المذكورين، و في طريقة  تمكنه من ذلك، فقد قام ببناء سد تحويلي بواد أقا يسمح بتغيير اتجاه جزء من هاته المياه  صوب الأراضي البورية بالواحة، فعلى  مشارف  مدشر تكاديرت ثم إنشاء  سد صغير غير مخصص لتجميع و خزن المياه، ولكنه يشكل خطر الفيضان نظرا لكون المساكن  بنيت محاذية لهذه القناة، و على مسافة قريبة من هذا السد، كما أن ارتفاع  كمية المياه يؤدي إلى  أضرار بليغة بالمغروسات، خاصة أشجار النخيل التي تتعرض للسقوط بارتفاع نسبة المياه داخل التربة، ولتجنب هذه المخاطر قامت الجماعة القروية ببعض الإصلاحات.




[1]- العربي باعني "نظام استعمال الماء بمركز أقا" بحث الاجازة  الجغرافيا، -1994.
* المصدر: استجواب لأحد فلاحين ومسؤولين بمدشر أكادير أوزرو.